الهاشمي الحامدي سيعود لتونس السبت القادم لكن ليس في ثوب رئيس

أعلن مؤخرا السيد الهاشمي الحامدي رئيس العريضة الشعبية انه سيعود إلى تونس يوم السبت القادم وذلك بعد قرابة العقدين من الغربة والنفي حسب قوله وتأتي عودة الهاشمي بعد قرار المحكمة الإدارية إعادة مقاعد العريضة في 5 دوائر انتخابية كانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد نزعتها من العريضة بسبب تهم تمويل خارجي والاستعانة بقناة أجنبية للدعاية 
ويبدو ان الحامدي لن يعود في ثوب رئيس كما وعد ولن يسكن قصر قرطاج كما طرح بل سيعود معارضا وفي أحسن الأحوال شريكا في الحكم مع كتل فائزة أخرى ولربما سيكون هنالك عدة ألاف من مناصريه في المطار لاستقباله ولتهنئته على فوزه النسبي في انتخابات التأسيسي ولعودته لأرض الوطن.

وبعودة الهاشمي الحامدي لتونس ومغادرته لندن ستشهد الساحة السياسية تجاذبات وتطورات سياسية هامة مع بداية المفاوضات حول تشكيل حكومة ائتلافية لكننا سنشهد حوارات مشوقة ومطولة مع شخصية أثارت كثيرا من الاستغراب لأطروحاتها التي تصل في بعض الأحيان إلى التهكم والسخرية والاتهام المجاني لأطراف سياسية منافسة.

سيتحدث الإعلام التونسي والتونسيون عامة مع زعيم العريضة الشعبية وسيعرفون كيفية تفكيره وشخصيته التي تبدو مثيرة للاستغراب وربما سيعود الهاشمي في ثوب البطل والزعيم كما يريد ويتمنى كما عاد الخميني في أواخر السبعينات حينما انتصرت الثورة الإيرانية على الشاه المدعوم من الغرب.

كل شيء جائز مع الهاشمي الحامدي زعيم تيار العريضة الشعبية فالرجل احترف السياسة والدعاية والفن وترديده "للتعليلة" على الهواء مباشرة في قناته "المستقلة" تبشر بأننا سنقابل شخصا غريب الأطوار.

ولكن الشيء الذي تأكدنا منه ان الهاشمي سيعود بكل تلقائية ولن يخيفه قمع حمادي الجبالي وتهديداته كما كان يردد الحامدي كلما صعد في منبر "مستقلته" وان النهضة لن تضطهده كما كان يصور.

سيعود الهاشمي لان تونس اليوم لن تقمع اي شخص من اجل رأيه او عمله , لان تونس للجميع ولا يجب ان يكون هنالك تونسي في المنفي في تونس بعد بعد الثورة ...