Featured Video

لماذا قتل بن علي نابغة الإعلامية الشاب مروان بن زينب؟


لماذا قتل بن علي نابغة الإعلامية الشاب مروان بن زينب؟

في بداية سنة 1990 اوقفت الشرطة شابا وذلك في اطار السرية التامة. وضايقت عائلته، كان والده رئيسا
 للمحكمة الإدارية، اجرى ابحاثا في كل مكان، اتصل بأصدقاء ابنه ومعارفه، توجه الى المستشفيات الى غرف 
الأموات، الى الشرطة دون التوصل الى نتيجة

بعد ستّة أيام قدمّوا له تابوتا كتب فوقه «ممنوع الفتح» وفسروا له انّ المسألة تتمثل في حادثة قطار بالزهراء.
لم يصدق الاب ذلك، فحدسه أشعره منذ الوهلة الأولى بوجود جريمة دولة، فابنه نابغة اعلامية تسلل الى النظام المعلوماتي 
لبن علي واكتشف علاقته بالموساد.

فمروان بن زينب لم يمت وسره هذا معه بل ترك عديد الاثار التي مازالت الى اليوم تواصل الكشف عن الحقيقة

والد مروان اصيب جراء ذلك بشلل رباعي وتوفي بعد ان قضى ثلاثة سنوات في الفراش دون حراك.

فطيلة سنوات عدة كان المعارضون هدفا لحملات عبر الصحف الصفراء في الداخل والخارج تمولها وكالة الاتصال الخارجي يأمر بها اعلى هرم في الدولة ووزارة الداخلية وحسب مصادر متعددة تكتب مقالات السب والشتم والثلب التي تنشرها الصحف التي تعرف بما يسمى «مستقلة» من قبل خلية خاصــة موجودة بقصر قرطاج وترسلها مباشرة للصحف.

والملاحظ انه في كل مرة يجد فيها النظام نفسه في وضع سيء وصورته متدهورة على الصعيد الدولي، تكثر حملات تشويه السمعة وتتحول الى اتهامات خطيرة وتهديدات بالقتل.

ففي سنة 1992، اثناء قضية المنصف بن علي اخ الرئيس المخلوع المتورط في شبكة مخدرات اكتشفت بفرنسا وعرفت تحت اسم (couscous connection) وحكم عليه فيها بعشر سنوات من السجن من قبل محكمة فرنسية، اتهم كاتب الدولة السابق للامن احمد بنور بتقديم معلومات مكنت الموساد من تصفية المناضل عاطف بسيسو مساعد القائد الفلسطيني ابو اياد الرجل الثاني لمنظمة التحرير الفلسطينية وذلك بفرنسا.

هذا التضليل والاتهامات الخطيرة التي تنشرها الصحف التونسية دون ادنى تثبت هدفها آنذاك تسليم احمد بنور للمجموعات الاصولية الفلسطينية.

وكان من الضروري آنذاك ان تتدخل فرنسا بقوة للتحقيق حول مقتل عاطف بسيسو وصدر على إثره بيان من ياسر عرفات برأ أحمد بنور من كل شبهة.

وفي نفس الاتجاه توصل القاضي الفرنسي المضاد للارهاب الى الكشف عن الفاعلين في هذه القضية وعن المدبرين لها.

ومن سخرية القدر ان المنصف بن علي وجد ميتا سنة 1996  في شقة بوسط العاصمة وذلك في ظروف غامضة لم يتم الكشف عنها. فقد كان فعلا يشكو من السرطان لكن ما من شيء يدل على ان موته سيكون بهذه السرعة.

بعد هذه الحادثة التي مكنت من الكشف عن الطرق البذيئة للتضليل الذي يمارسه النظام ولطبيعته الحقيقية لم تتوقف التهجمات ضد المعارضين لنظام بن علي حتى ان هذه النوعية من الصحف ظهرت ايضا في فرنسا لتهديد المعارضين وعائلاتهم على غرار «الأقنعة والتضامن التونسي والحقيقة» وهي صحف ناطقة بالفرنسية واتت لتدعم نظيرتها الموجودة بتونس على غرار «الحدث» و«الشروق» و«كل الناس» و«الصريح» الخ..
ووصلت التهديدات بين سنة 1995 وسنة 1997 الى ثلاثة اعتداءات خطيرة ضد مناضلين تونسيين (منذر صفر الذي طعن بالسكين واحمد المناعي الذي هوجم بوحشية في باريس بواسطة عصي البايسبول على اثر صدور كتابه jardin secret du général ben ali. والذي تحدث فيه عن التعذيب الذي تعرض له في السجون التونسية. الى حدود سنة 2007 تلقى الصحفي سليم بقة بعنوانه بباريس رسائل تهديد كثيرة مرسلة من بيروت ودمشق والقاهرة وباريس تتنبأ له بنهاية قريبة بسبب 
علاقاته المزعومة بالموساد

وفي اكتوبر  2009 على اثر صدور كتاب «حاكمة قرطاج» لنيكولا بو وكاترين غراسيي وعلى اثر المقالات الصادرة بالصحف الدولية الشاجبة للنظام المافياوي والفاسد وذلك عشية انتخابات 25 اكتوبر 2009 بتونس، انطلقت حملة عنيفة من السب  والتشهير ضد اهم عناصر المعارضة (سهام بن سدرين، المنصف المرزوقي، خميس الشماري، نجيب الشابي، كمال الجندوبي، كمال العبيدي...) تتهمهم بالتواطؤ مع الموساد ومع اسرائي

وتوعّدت هذه المقالات هؤلاء «الخونة» بعقاب نموذجي من قبل مجموعات فلسطينية ولبنانية: حزب الله وحماس وكتائب القسام للجهاد الاسلامي الفلسطيني

وفي عددها الصادر يوم 19 ديسمبر 2009 وضّحت أسبوعية «كل الناس» أنه «حسب مصادرها ستبدأ المجموعات المذكورة آنفا قريبا تنفيذ مخططها».
وفي نفس الاطار تلقى المعارضان اللاجئان بباريس سليم بقة وأحمد بنور يومي 16 و17 ديسمبر 2009 بعنوانيهما الشخصيين رسالتين موقعتين من شخص غريب يدعى ابو حازم يقطن بمخيم نهر البارد ومخيم اللاجئين الفلسطينيين ببيروت) تتهمان هذين الشخصين بالتواطؤ مع الموساد الإسرائيلي وتتوعدهما بعقوبات شديدة قريبا

فمنذ ان وصل بن علي الى الحكم اصبح التواطؤ مع الموساد ضمن التهم الممنهجة الموجهة ضد المعارضين وخصوصا منهم اللاجئين بالخارج وهو نفس ما حدث مع الوزير الاول السابق محمد مزالي ومدير الحزب الحاكم في عهد بورقيبة محمد الصياح، وكاتب الدولة السابق للداخلية محمد صالح محجوبي المعروف بشاذلي الحامي الذي عينه بن علي نفسه في 1987 ومناضلي حقوق الإنسان خميس الشماري، سهام بن سدرين، كمال الجندوبي وغيرهم كثيرون، في حين ان العلاقات مع  اسرائيل تحت حكم بن علي لم تعرف افضل منها سواء كان على الصعيد الاقتصادي او التجاري او السياسي، وذلك في كنف السرية في خرق واضح وتجاهل لتوصيات الجامعة العربية وقراراتها

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More