فاز رجل اعمال جمهوري في انتخابات فرعية لشغل مقعد في مجلس النواب الاميركي عن الدائرة التاسعة في نيويورك، ما يشكل انتصارا تاريخيا في هذا المعقل الديموقراطي ونكسة كبرى للرئيس باراك اوباما المرشح لولاية ثانية في انتخابات 2012.
واعتبر الجمهوريون هذه الانتخابات بمثابة استفتاء حول اداء اوباما الذي تراجعت شعبيته الى حد كبير بسبب استياء الاميركيين من بطء الانتعاش الاقتصادي ونسبة البطالة التي تبلغ 9%.
وافادت شبكة "نيويورك الاولى" التلفزيونية في وقت مبكر الاربعاء ان رجل الاعمال الجمهوري بوب تيرنر فاز على خصمه الديموقراطي دايف ويبرين في الانتخابات التي جرت لشغل مقعد انتوني وينر الذي اضطر الى الاستقالة في وقت سابق هذه السنة بسبب فضيحة اثارها بارساله صورا غير لائقة له الى فتيات على موقع تويتر.
واضافت ان بوب تيرنر فاز على دايف ويبرين ب53% من الاصوات مقابل 47% لدى فرز 80% من الاصوات.
وهو اول فوز انتخابي للجمهوريين منذ 1923 في هذه الدائرة التي تضم قسما من حي كوينز وبروكلين.
وقال تيرنر في خطاب فوزه الذي بثه التلفزيون "انه سباق تاريخي، لقد طلب منا سكان هذه المنطقة توجيه رسالة الى واشنطن وآمل في ان يسمعونها بشكل واضح".
واضاف "نحن مستعدون للقول السيد الرئيس انت تسلك الاتجاه الخاطىء ".
وقد اصبح هذا المقعد شاغرا في حزيران/يونيو حين استقال وينر بسبب الفضيحة الجنسية التي سببت احراجا للحزب الديموقراطي. وما يزيد من خطورة هذه النكسة المذلة لحزب اوباما انها جرت في منطقة يشكل فيها الديموقراطيون 75% من الناخبين المسجلين.
وكان الجمهوريون توقعوا قبل الانتخابات بانها ستكشف عن استياء متزايد من اداء اوباما الذي تراجعت شعبيته كثيرا في الاشهر الماضية فيما تتخبط ادارته في معالجة الوضع الاقتصادي المتدهور.
وبلغت نسبة التاييد لاوباما 45% على المستوى الوطني ويمكن ان تتراجع اكثر بسبب الوضع الاقتصادي فيما يستعد لمعركة انتخابية محتدمة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 من اجل الفوز بولاية ثانية.
وعبر ويبرين عن امله في ان يوجه الناخبون بدلا من ذلك رسالة الى محافظي حركة حزب الشاي معتبرا انهم "احتجزوا الامة رهينة الصيف الماضي" خلال المفاوضات الشاقة لرفع سقف الديون.
وقال صامويل ابرامز استاذ العلوم السياسية في معهد ساره لورنس قرب نيويورك ان انتخابات فرعية كهذه غالبا ما تاخذ منحى ابعد لان الناخبين المستائين يحاولون اظهار مدى قوتهم.
واوضح ابرامز "في كثير من الاحيان يتحول التنافس على مقعد كهذا الى ما يشبه استفتاء".
واضاف ان "الناخبين يتحمسون كثيرا ويستخدمون هذه الفرصة لايصال موقفهم، هم يعلمون ان انظار الولايات المتحدة تتجه اليهم".
لكن هناك ايضا اعتبارات محلية مهمة لا سيما الوجود الكثيف لليهود المتشددين في تلك المنطقة وهم يعتبرون عموما محافظين جدا ومؤيدين بقوة لاسرائيل.
ويبدو ان تيرنر استفاد من اصوات اليهود المتشددين بعدما ركز حملته على مواقف مؤيدة بشدة لاسرائيل.
وكان مات بروكس مسؤول الائتلاف اليهودي الجمهوري الذي يمثل اليهود في الحزب المحافظ حذر في وقت سابق في بيان من انه "ايا كان الفائز الثلاثاء، فان الناخبين اليهود في الدائرة التاسعة سيوجهون رسالة واضحة الى الرئيس اوباما والحزب الديموقراطي".
يشار الى ان ويبرين كان صوت لصالح زواج مثليي الجنس في نيويورك كما دعم الحق الدستوري للمسلمين في بناء مركز اسلامي قرب موقع انهيار برجي مركز التجارة العالمي في مانهاتن.
