Featured Video

بسبب ذوبان الثلوج في الفترة القادمة : مخـاوف من فيضان الأودية والسّدود ومن انزلاقات أرضية


يتوقع خبراء المناخ  والتربة والمياه أن الآثار السلبية للثلوج المتراكمة الآن ببلادنا لن تقف عند حد المعاناة
 الحاليةلسكان المناطق المنكوبة بل قد تتجاوزها إلى معاناة تشمل مناطق أخرى خلال الاسابيع القادمة بالتوازي مع الذوبان التدريجي للثلوج.
بسبب ذوبان الثلوج في الفترة القادمة : مخـاوف من فيضان الأودية والسّدود ومن انزلاقات أرضية
من المنتظر أن تشهد بلادنا خلال ما تبقى من شهر فيفري الجاري تحسنا تدريجيا للعوامل المناخية وارتفاعا طفيفا في درجات الحرارة وبروزا للشمس في أغلب فترات النهار . وستكون النتيجة الحتمية والطبيعية لذلك ذوبانا تدريجيا لكميات الثلوج المتراكمة الآن على مناطق الشمال الغربي وبعض المناطق الاخرى المجاورة.
وتقدر كميات الثلج التي نزلت على بلادنا الى حد الآن بملايين الاطنان، وهو ما يعني أنها ستتحول بعد ذوبانها إلى ملايين اللترات من الماء. فسمك الثلوج بلغ بأقاصي جبال عين دراهم وجندوبة ما لا يقل عن مترين في حين بلغ وسط بعض المناطق الحضرية  بولايتي جندوبة والكاف والقصرين أكثر من متر ونصف.
و رغم ان بلادنا شهدت في سنوات سابقة نزول كميات مماثلة من الثلوج ، الا ان آثار ثلوج فيفري 2012 ستكون أقوى وأخطر حسب توقعات الخبراء بما ان البنية التحتية لاغلب المناطق تغيرت  عما كانت عليه مثلا في بداية الثمانينات (وهي آخر فترة نزلت فيها كميات كبيرة من الثلوج على بلادنا) كما كثرت التجمعات السكنية والبناءات وطرأت تغييرات كبرى على المجاري الطبيعية للمياه، وكل هذا سيزيد حتما من الآثار السلبية لذوبان مياه الثلوج.
سرعة الذوبان
رغم ان الذوبان سيكون تدريجيا  الا ان فترة الذوبان لن تكون طويلة وفق ما يتوقعه الخبراء بحكم طبيعة مناخنا الذي تتحول فيه درجات الحرارة في وقت وجيز من باردة جدا الى متوسطة خاصة خلال الفترة الحالية التي نستعد فيها لتوديع فصل الشتاء واستقبال فصل الربيع. وهو ما يعني أن درجة سيلان المياه الذائبة ستكون مرتفعة في وقت وجيز، وهذا ما سيتسبب حتما في ارتفاع منسوب الأودية ومجاري المياه المحاذية لمناطق تراكم الثلوج والسدود المُقامة هناك في وقت وجيز ايضا مما يستوجب الحذر من هذه الظاهرة.
تربة طينية
قال السيد كمال العيادي مدير المركز الاستراتيجي لتنمية الشمال الغربي في تصريح لـ«الشروق» انه لا أحد يشك في ان الثلوج المتراكمة الآن ستتحول الى مياه سائلة خلال الايام القليلة القادمة وهذا ما يُحتم اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة منها سواء من حيث تاثيرها على ارتفاع منسوب الاودية والسدود او من حيث التسبب في انزلاقات ارضية.
وأضاف العيادي أن طبيعة تربة مناطق الشمال الغربي  والوسط الغربي يغلب عليها الطين رغم وجود بعض المناطق ذات التربة الرملية . وبما ان قدرة امتصاص التربة الطينية للمياه محدودة وبطيئة  فان أغلب كميات المياه ستسيل فوق سطح الارض لتتجه نحو المجاري والاودية المحيطة . وسيكون ذلك في وقت وجيز خاصة اذا ارتفعت الحرارة دفعة واحدة ، عكس ما يحصل في الدول الاوروبية مثلا حيث تتواصل برودة الطقس لأشهر عديدة ويكون نسق ذوبان الثلوج بطيئا ولا يؤثر على منسوب الاودية والمجاري والسدود.
 مخاطر مجردة
معروف عن مناطق الشمال بشكل عام ومناطق الشمال الغربي كثرة الاودية والمجاري الطبيعية بحكم طبيعة مناخها المُمطر. وتشق هذه الاودية عدة مناطق سكنية  وفلاحية وتتقاطع مع طرقات رئيسية وجهوية هامة ، كما ان السدود المُقامة عليها قريبة من مدن كبرى .
ومن هذه الاودية نذكر أكبرهم في تونس وهو وادي مجردة الذي يمر عبر ولايات جندوبة وباجة ليصل الى ولاية منوبة واريانة قبل ان يصب في البحر بجهة قلعة الاندلس . و في فصول الشتاء العادية التي لا تتساقط فيها الثلوج ، يتسبب ارتفاع منسوب هذا الوادي احيانا في بعض الفيضانات الكبيرة على غرار ما حصل في ديسمبر الماضي بمناطق بوسالم ومجاز الباب ومناطق ولاية منوبة . ويمكن ان يتكرر نفس السيناريو خلال الفترة القادمة عندما يمتلئ هذا الوادي بمياه الثلوج الذائبة المتاتية من أعالي ولاية جندوبة. ويوجد على وادي مجردة سد سيدي سالم (قرب تستور) وهو احد اكبر السدود التونسية ومنسوبه قابل للارتفاع بسبب ذوبان الثلوج.
أودية وسدود
وتوجد أيضا  اودية كبرى بالشمال والشمال الغربي أقيمت عليها سدود كبرى و كمية المياه فيها  – اي نسبة امتلائها -  مرشحة للارتفاع خلال الايام القادمة واغلبها تتراوح نسبة الامتلاء فيها بين 80 و100 بالمائة . ويقتضي كل ذلك الشروع من الآن في التخلص من كميات هامة من مياه هذه السدود رغم ما قد يتسبب فيه ذلك من حدوث فيضانات غير متوقعة بالمناطق المحاذية لهذه السدود . وتقول وزارة الفلاحة انها على اتم الاستعداد لانجاح هذه المهمة لكن الحذر يبقى في كل الاحوال واجبا حتى لا تتفاجئ مصالح الوزارة بالأمر وتسعى بعد ذلك لاختلاق  المبررات.
ومن هذه السدود نذكر   سد وادي ملاق (قرب منطقة نبر) وسد بني مطير (جنوب غرب عين دراهم  الذي بلغت نسبة امتلائه الآن 100 بالمائة)  و سد وادي الزرقاء (بين مجاز الباب وباجة)  و سد بوهرتمة (قرب بوسالم) و سد وادي الاخماس (قرب السرس وبورويس) وسد سيدي البراق (القريب من منطقة نفزة الجبلية المغطاة بالثلوج) وسد سجنان المُحاط بمناطق جبلية تتراكم عليها الآن الثلوج) و سد جومين (القريب من مدينة ماطر بولاية بنزرت) وسد كساب القريب من باجة وسد سليانة.
كما توجد أودية أخرى دون سدود لكن ارتفاع منسوب مياهها بسبب ذوبان الثلوج وارد جدا لان الثلوج تحيط بها الآن من كل جانب، وقد يتسبب فيضانها في عدة مخاطر مثل وادي «بيني»  الذي قد يقطع فيضانه طريق  الكاف و الطويرف بسبب الثلوج المتراكمة الآن على جبال منطقة الدير. وأيضا وادي الرمل الذي قد يرتفع منسوب مياهه بسبب الثلوج وقد يقطع بالتالي الطريق الوطنية الرابطة بين الكاف والساقية وبالتالي الجزائر وكذلك طريق الكاف تالة القصرين ، وقد يتسبب في اتلاف زراعات أحد أكبر المناطق المنتجة للحبوب بولاية الكاف وهي منطقة العقلة . كل هذا إضافة إلى أودية أخرى صغيرة بولايتي جندوبة والكاف وباجة لكن مياه الثلوج الذائبة قد تحولها الى اودية كبرى في الفترة القادمة لتتحول بالتالي الى مصدر خطر.
انزلاقات
يقول رئيس المركز الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي كمال العيادي انه لا بد من الانتباه الى ما قد يترتب عن ذوبان الثلوج  وتسربها داخل الارض من انزلاقات ارضية  مفاجئة تصيب الطرقات الرئيسية والجهوية وحتى المسالك الفلاحية والسكك الحديدية . كما قد تتضرر منها الاراضي الفلاحية الخصبة خاصة وان اغلب الاراضي مزروعة الآن (الحبوب والبقول والخضر)، وهذا دون اعتبار الاضرار التي قد تتسبب فيها الثلوج و فيضان المياه. ومن جهة اخرى فان الانزلاقات قد تهدد ايضا المناطق السكنية الريفية خاصة الواقعة في الهضاب والمناطق المرتفعة نسبيا . وكل هذا يستدعي الحذر حسب محدثنا ولا بد من العمل على تلافيه عبر تدخل وزارة التجهيزوالسلط المحلية والجهوية لتدعيم جوانب الطرقات والسكك  الحديدية المه

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More